من يعزينا فيك يا أبا ابراهيم

أنا لا أجيد الرثاء .. أشعر أن الله حينما خلق الدمعة فإنما خلقها لأنه سبحانه أراد أن تكون أبلغ صيغة للتعبير عن الأحزان ، لذلك تبقى المراثي غالبا أدنى من أن تستطيع أن تغسل القلوب ، أو تخفف المصاب . لأنها تستخدم الكلمة كبديل لكيمياء الدمعة التي أودعها الله سر الحزن ، وأحيانا بعضاً من أسرار الفرح ! .
مات أحمد ضيف الله، والموت حق .. هكذا صفعني الخبر ، لكني لم أجد تلك الدمعة التي أعرف أنها ستواسيني لولا أنها تحولت إلى غصة في القلب ، تكبر وتكبر كلما تسارع في الذاكرة طيف الذكريات ، يستدنيها واحدة واحدة بأبعادها الإنسانية ، يتجسد في كل تفاصيلها الفقيد ، على صورة قلب باسم لا يعرف الحقد ولا الكره أو الضغينة
كان بسيطا وقريبا من الجميع ، قادرا على تحويل كل زمالاته إلى صداقات بسرعة لافتة ، بعفويته وطيب نفسه،
كان ( أبو ابراهيم) كثيرا ما يُطلق النكات
رحم الله أحمد ضيف الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، فقد كان بالفعل كتلة من العواطف الإنسانية النبيلة ، التي تضفي الروح على بيئة العمل ، لتجعل منها بيتا آخر تغمره المشاعر الحميمة
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم اهله ودويه ومحبيه في كل مكان الصبر والسلوان
(ماأكثر محبيك ياأبا ابراهيم)
وأرفع احر التعازي الى أهله المكلومين ووالده ووالدته كان الله في عونهم جميعا
وأن يكون ابنك يا أبا ابراهيم الدي قضا معك في الحادث شفيعا لك
انا لله وانا اليه راجعون